رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

الدولار يتخطى ال51 جنيه لأول مرة.. من ستصدق توقعاته ساويرس أم جولدن مان ساكس؟

المصير

الثلاثاء, 24 ديسمبر, 2024

01:30 م


في تطور مثير وملفت ومقلق تخطي سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم حاجز تل51  جنيه للمرة الأولى منذ آخر تعويم في مارس الماضي. 

هذه القفزة المفاجئة أثارت تساؤلات حول مدى دقة التوقعات التي سبق أن أطلقها خبراء الاقتصاد ورجال الأعمال بشأن مستقبل الجنيه، وبينهم رجل الأعمال نجيب ساويرس ومؤسسة جولدمان ساكس.

توقعات ساويرس 

تخطى الدولار حاجز 51 جنيهًا للمرة الأولى في السوق الرسمية،  يعكس استمرار الضغوط الاقتصادية على العملة المحلية في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه الاقتصاد المصري. 
منذ التعويم الأخير في مارس الماضي، فقد الجنيه أكثر من 20% من قيمته

وفي  تصريحات سابقة أثارت جدلًا واسعًا، توقع رجل الأعمال نجيب ساويرس أن يصل سعر الدولار إلى ما بين 50 و60 جنيهًا، معتبرًا أن هذه المستويات هي نتيجة طبيعية للضغوط الاقتصادية الحالية. وقال ساويرس إن الاقتصاد بحاجة إلى إصلاحات عميقة تشمل تخفيف الاعتماد على الاستيراد، وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي، وزيادة الصادرات.

وبالنظر إلى الواقع الحالي، يبدو أن توقعات ساويرس كانت قريبة من الحقيقة، على الأقل في المدى القريب، مع استمرار التراجع الحاد لقيمة الجنيه في مواجهة الطلب المتزايد على الدولار.

جولدمان ساكس: رؤية متفائلة للمدى البعيد

على الجانب الآخر، تبنت مؤسسة جولدمان ساكس وجهة نظر أكثر تفاؤلًا بشأن مستقبل الجنيه، حيث توقعت أن يبدأ الدولار في التراجع تدريجيًا أمام الجنيه بحلول عام 2025. وفقًا لتقرير صادر عن البنك، يرجع هذا التوقع إلى انخفاض وتيرة خروج الأموال الموسمية من السوق المصرية، وتعافي الاقتصاد المصري بدعم من الاستثمارات المستدامة في القطاعات الإنتاجية والبنية التحتية.

لكن هذا السيناريو يبقى مرتبطًا بتحقيق مجموعة من الشروط، من بينها تعزيز السياسات النقدية، وضمان تدفقات استثمارية مستقرة، والحد من الاعتماد على التمويلات الأجنبية قصيرة الأجل.

 

مستقبل الجنيه في عام 2025

في ظل هذه التحولات، يتساءل المواطنون والمستثمرون على حد سواء عن مستقبل الجنيه. هناك عدة عوامل رئيسية ستحدد اتجاه سعر الصرف في الأشهر المقبلة:

1. الإصلاحات الاقتصادية: يجب أن تركز الحكومة على تحسين بيئة الاستثمار، وزيادة الإنتاجية المحلية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد.


2. استقرار السوق المالية: تعزيز الثقة في العملة المحلية من خلال سياسات نقدية واضحة واستقرار معدلات الفائدة.


3. الدعم الخارجي: استمرار تدفق الدعم من المؤسسات الدولية، مثل صندوق النقد الدولي، يمكن أن يساعد في استقرار السوق.

 

سيناريوهات مستقبلية لسعر الدولار

سيناريو متفائل: إذا تمكنت الحكومة من تنفيذ إصلاحات فعالة وجذب استثمارات جديدة، قد يشهد الدولار استقرارًا أو حتى تراجعًا طفيفًا في المدى البعيد، كما توقع جولدمان ساكس.

سيناريو متشائم: في حالة استمرار الأزمات الاقتصادية دون حلول جذرية، قد يصل الدولار إلى المستويات التي حذر منها ساويرس، بين 55 و60 جنيهًا.

 

بين تحذيرات نجيب ساويرس ورؤية جولدمان ساكس المتفائلة، يبقى واقع الجنيه المصري مرتبطًا بمدى قدرة الاقتصاد على تجاوز تحدياته الراهنة. تجاوز الدولار لحاجز الـ51 جنيهًا اليوم ليس مجرد رقم، بل مؤشر على الحاجة إلى سياسات أكثر جرأة وشمولية لإنقاذ العملة المحلية وتعزيز ثقة الأسواق. فهل تتمكن الحكومة من مواجهة هذا التحدي أم أن الجنيه سيواصل انحداره؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة.